أخبار وتقارير

الشيخ الإصلاحي “يحيى منصر” يعلن قيام مملكته من الجبل إلى البحر

 

يمنات / خاص

 الحديدة / مجاهد القب

طاردتهم الرياح وزحفت على بيوتهم الرمال.. تركت آثارها على الأجساد السمر.. بعد عام ونيف من عمر الثورة تمنوا أن يتحقق حلم لهم سقفه الأعلى الاستقرار في أرض يعيشون عليها وتحت ثراها يدفنون.. الأجانب رثوا لحالهم فمولوا مشروعهم الذي أسموه"إنقاذ الأرواح والعيش الرغيد" وبعد 4أشهر من بناء خطوط الحواجز أعلنت الكثبان هدنتها وتوقف زحفها.. ولكن زحفت على مشروعهم بدلاً عنها.. المجاميع المسلحة التابعة للشيخ "يحيى منصر"، فأحرقت ودمرت ونهبت وسط عجز السلطات وصمتها المريب.. قالت لهم:" لا طاقة لنا به فهذه  أيامه وتلك الأرض أرضه، وبيده صكٌ بامتلاك السماء التي أنتم تحت سقفها تعيشون".. الشيخ بعد أن أعلن قيام مملكته، لم يعد على سكان قريتي "الحائط والقازة " إلا الرحيل، وإنه لظلمٌ أصاب القريتين عظيم!!.

 

 

إلاَّ أن الشيخ وفد مع الوافدين من مختلف مداخل تهامة، ويقول- أنه شيخ الزرانيق- وله ثأر قديم يجب أن يأخذ به لنفسه من الضعفاء المقهورين أهالي عزلة "الجحبة السفلى" ورغم أنه عضوا بالمكتنب التنفيذي لحزب الإصلاح إلا أن له من الدهاء ليعلن توافقه مع المؤتمر منذ الانتخابات النيابية الأخيرة.. منصر عضو مجلس النواب عن المؤتمر لم يتوقف هنا بل مضى يكتسح المراكز الانتخابية في الدائرتين(173-174) بأغلبية ساحقة في المجالس المحلية، فأمين عام المجلس المحلي "زايد منصر"، ومحطم الأرقام القياسية في الاعتداء على ساحة التغيير في بيت الفقيه.. و"منصر منصر" عضو المجلس المحلي و"أحمد منصر" عضو أيضاء وكذلك "عبدالله" و"يوسف منصر"، ويطول سرد أسماء الأسرة الحاكمة لآل "منصر" فكان لابد من إعلان امتداد ملكهم وبسط السيطرة على أجزاء من السواحل للحصول على منفذ بحري يسهل عليهم التزود بما يحتاجون إليه لتحقيق أطماعهم التوسعية.

 

 

لمن الحكم اليوم؟!!

 

كذب على نفسه وصدق كذبته أو خوفًا من سطوته قيل إنه شيخ للزرانيق، وما تلك إلا لعبة قديمة يعيدون تكرارها، وحقائق التاريخ لا يمكن طمسها أو تجاوزها فالشيخ "أحمد فتيني جنيد" هو من أشعل فتيل الثورة في اليمن منذ 1929م، وأبوه قبله في 1913م، ضد الأتراك فكان لابد أن تنزع القيادة من هذه السلالة المعروفة بالهيجان الثوري.. اخترق نظام صالح الأسرة ودعم القرار الأخير بتعيين محمد عبده فاشق وكيلا لمحافظة الحديدة وبهذا أعطى درسًا للفاشق الكبير الذي لم يلبث بعدها أن أعلن عودته"إلى بيت الطاعة" وقال لو أني أطعت الله مثل ما أطعت علي صالح لضمنت الجنة" وأظهر بذلك أنه كان مطيةً لنظام صالح وأنه مثل غيره مستخدم للنظام.. كان "منصر" يرقب تلك الأوضاع وينتظر الفرصة، فله قدم في السلطة وأخرى فيمن ينتظر وصولهم إليها لاحقاً.. وهو ما قاموا به مع حزب الإصلاح بعد إعلان الحكومة الحالية فكان لابد من إعلان الخارطة الجديدة وأن يبسط "منصر" نفوذه على أرضٍ كان يراها أبعد من أحلامه وبما أن حزبه أضحى حاكمًا فيجب أن يمد حكمه ويظهر قوته بتهجير الأهالي من قراهم.. فله الحكم اليوم!!

 

 

قهر المستضعفين

 

ظلم وقهر في قريتي "القازة-الحائط" -تبعدان عن مركز المحافظة 15كيلو مترًا، وعن الطريق الساحلي "الحديدة-عدن" 8كيلومترات وعن العدالة والكرامة وحق الحياة نفوذ "يحي منصر"-.. كثبان الرمال رفعت راياتها البيضاء، و الشيخ أعلن بداية فتوحاته في الأرض المكتشفة.. "إنقاذ الأرواح والعيش الرغيد" أقض مضجعه كون 3500نسمة سيهنئون بحق الحياة والاستقرار في هذه الأرض، وسيزرعون أرضهم ويستفيدون من محاصيلها، بعدما مدت إليهم أيادي الخير عبر منظة "G.T.Z" الألمانية، التي كان من أهم أهدافها الحد من الفقر والبطالة اللذان أصابا ثلث سكان القريتين، بدأت المنظمة إشراكهم في العمل كأيد عاملة وبأجرٍ يومي وبدئوا بإقامة حاجزٍ ميكانيكي وآخر بيولوجي يعملان كمصدٍ للرياح التي تزيد الزحف الرملي وتؤدي إلى انحسار رقعة الأرض الزراعية.. عمر المشروع عام كامل، يغاث فيه الناس وبه يأمنون زحف الرمال، وبعد اكتمال المرحلة الأولى منه سينتقلون إلى الجزء الآخر والمعروف بـ"العيش المستدام" عبر الاستفادة من خصوبة الأرض وإقامة المشاريع الزراعية عليها.

 

 

غزوة الحائط- القازة

 

لم يكن مشروعهم بحاجة لحراسة مسلحين منهم، فجميعهم ينظرون بعيون يملأها الأمل.. وينتظرون الفجر لينطلقوا مع نسماته في رحلتهم اليومية لترويض وإخماد ثورة تلك الكثبان التي أعلنت في الشهر الرابع تواضعًا منقطع النظير أمام عزائم من طاردتهم ردحا من الزمن.. ولكن في 11ابريل أعلن "يحي منصر" الحرب على المشروع، فزحفت مجاميعه المسلحة، وأحرقت سعف النخيل، وعشش تجمعات العمال، وأتلفت الشبكات، ودمرت حاويات حفظ المياه، ونهبت المعدات، وألحقت بالمشروع أضراراً جسيمة.. فالتقديرات الأولية للاعتداءات تفوق 10ملايين ريال، وبعد أن أعلن انتهاء عملياته العسكرية، تم فرض حظر التجول في أجزاء من تلك الأرض.. ليخاف أن يفقد حياته كل من اقترب منها ولو لرعي الأغنام فحسب.

 

 

مملكة منصر

 

لم يكتف الشيخ بالدمار بل مضى يبسط نفوذه نحو الساحل.. مليشياته كانت -وفقا للمتضررين- تستحوذ على كل ما في طريقها، "محفوظ جنيد" الشاب العشريني قال لـ"ليمنات": وضعوا الآلي في رأسي وأخذوا الموتور(الدراجة النارية) مني بالقوة ورموا بي في الطريق.. واصل المسلحون زحفهم نحو البحر.. ومُنع الصيادون من إرساء قواربهم قرب المملكة، وكرماً من الشيخ كما قالوا أعطوهم مهلة للبحث عن شاطئ آخر، ولم يطلب منهم الحث عن بحر آخر.. والى حين انتهاء المهلة، قرر الشيخ إيقاف البترول عن الصيادين، وعليهم أن يأتوا بقوارب أخرى تقطر قواربهم، ومن يتأخر فقاربة مصادر، وليس له حق أن يأتي ويراجع الشيخ، فالبحر أيضا ملك للشيخ وقد أعلنه منطقة أمنيةً مغلقة.. وبذلك تكون مملكة "منصر" قد اكتملت ليهنأ شيخ الإصلاح بنفوذه من البحر إلى الجبل.

 

 

وجه تجلت حقيقته

 

هكذا قال أهالي (الحائط والقازة) متحدثين عن رحلتهم إلى المكتب التنفيذي للإصلاح -الشيخ عضو قيادي فيه-.. وأن الحزب الذي أملوا منه أن ينصفهم تجاهلهم تمامًا وكأنهم لاحق لهم في الحياة..تظاهروا أمام مبنى المحافظة فخرج إليهم وكيلها محمد فاشق وطلب منهم تخفيف غضبهم ولهجتهم الحادة، وقال إنه سيسأل الشيخ عن السبب!! أدرك الأهالي أن قراهم خارج اليمن. وتساءلوا عن الدولة المدنية التي قيل أنها ستأتي بسقوط صالح غير أن نظام صالح باقٍ.. ولكنه بثوب وحلةٍ جديدة.

 

 

قنابل موقوته

 

أبرز الأهالي وثائق عمر بعضها أكثر من 120 عامًا وقالوا: هذه أرضنا وسنحيا عليها.. وسندفن تحت ثراها، وسنستعيد حقوقنا مهما طال الزمن.. وما قام به "منصر" مستعينًا بحزبه لن ننساه، وسيرث أبناءنا من بعدنا الثأر من الظالم ومن الحزب الذي دعمه وأعطاه النفوذ والسلطان.

 

 

ماذا بعد؟!!!.

 

برغم أنه ليس هناك سوى فصلين يتيمين في المدرسة المبنية من القش يقول الطلاب إن ألافاعي دومًا تتساقط فوق رؤوسهم والفصل الثالث يقع تحت الشجرة برغم ذلك فهم مجدون ومجتهدون في محاولة خروج من هذا القمقم الذي لا سبيل للفكاك منه إلا بالعلم..

 

 

وللصحفيين حظ من إرهاب الشيخ

 

رحلة الصحفيين والإعلاميين إلى قريتي(الحائط- والقازة) لم تسلم من استعراض القوة فبينما هم عائدون وقلوبهم تتمزق ألماً لما أصاب أولئك البسطاء اعترضت سيارة تحمل رقم381/21 وبها عدد من المسلحين يقودهم من علمنا لاحقاً انه أحد أبناء الشيخ ويدعى"جعفر" والذي أفصح عن غضبه بعد أن علم بأننا صحفيون وهدد بأنه لو رأى هذه السيارة مرة أخرى سيحطمها وأخرج دليل رحلتنا -احد أبناء تلك المنطقة ويدعى"نائف بخيت"- واقتاده إلى مكان مجهول.. واستمرت السيارة تطاردنا إلى أن تأكد له أننا قد عزمنا على الرجوع إلى الحديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى